الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: حدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لأمية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له، فأنزل الله {ولا تطع من أغفلنا قَلبَه} الآية. فرجع إلى أصحابه وخلى عن أمية، فوجد سلمان يذكرهم فقال: «الحمد لله الذي لم أفارق الدنيا حتى أراني أقوامًا من أمتي أمرني أن أصبر نفسي معهم».وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مغيرة، عن إبراهيم في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: هم أهل الذكر.وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق منصور، عن إبراهيم في قوله: {واصبر نفسَكَ} الآية. قال: لا تطردهم عن الذكر.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن أبي جعفر في الآية قال: أمر أن يصبر نفسه مع أصحابه يعلمهم القرآن.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مع الذين يدعون ربهم} قال: يعبدون ربهم. وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} يقول: لا تتعداهم إلى غيرهم.وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هاشم في الآية قال: كانوا يتفاضلون في الحلال والحرام.وأخرج الحكيم الترمذي، عن سعيد بن جبير في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: المفاضلة في الحلال والحرام.وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن إبراهيم ومجاهد {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: الصلوات الخمس.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: نزلت {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} في عيينة بن حصن؛ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسي، فاجعل لنا مجلسًا معك لا يجامعنا فيه، واجعل لهم مجلسًا منك لا نجامعهم فيه. فنزلت.وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وكان أمره فرطًا} قال: ضياعًا.وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وقل الحق من ربكم} قال: الحق هو القرآن.وأخرج حنيش في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} يقول: من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر، وهو قوله: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير: 29].وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} قال: هذا تهديد ووعيد.وأخرج ابن أبي حاتم عن رباح بن زياد قال: سألت عمر بن حبيب عن قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} قال: حدثني داود بن نافع أن مجاهدًا كان يقول: فليس بمعجزي وعيد من الله.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {أحاط بهم سرادقها} قال: حائط من نار.وأخرج أحمد والترمذي وابن أبي الدنيا في صفة النار، وابن جرير وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السرادق النار أربعة جدر كافة، كل جدار منها أربعون سنة».وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه، وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن يعلى بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن البحر من جهنم» ثم تلا {نارًا أحاط بهم سرادقها}.وأخرج عبد الرزاق في المصنف، عن قتادة أن الأحنف بن قيس كان لا ينام في السرادق ويقول: لم يذكر السرادق إلا لأهل النار.وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {بماء كالمهل}، قال: كعكر الزيت، فإذا أقرب إليه سقطت فروة وجهه فيه.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {كالمهل} يقول: أسود كعكر الزيت.وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطية قال: سئل ابن عباس عن المهل قال: ماء غليظ كدردي الزيت.وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير، عن سعيد بن جبير في قوله: {كالمهل} قال: كدردي الزيت.وأخرج عبد بن حميد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: المهل، دردي الزيت.وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله: {كالمهل} قال: المهل، دردي الزيت.وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن ابن مسعود أنه سئل عن المهل فدعا بذهب وفضة، فإذا به قلما ذاب. قال: هذا أشبه شيء بالمهل الذي هو شراب أهل النار، ولونه لون السماء، غير أن شراب أهل النار أشد حرًا من هذا.وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {كالمهل} قال: القيح والدم أسود كعكر الزيت.وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {كالمهل} قال: أسود، وهي سوداء وأهلها سود.وأخرج ابن المنذر عن خصيف قال: المهل، النحاس إذا أذيب فهو أشد حرًا من النار.وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله: {كالمهل} قال: مثل الفضة إذا أذيبت.وأخرج عبد بن حميد، عن سعيد بن جبير في قوله: {كالمهل} قال: أشد ما يكون حرًا.وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال: هل تدرون ما المهل؟ مهل الزيت: يعني آخره.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وساءت مرتفقًا} قال: مجتمعًا.وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وساءت مرتفقًا} قال: منزلًا.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وساءت مرتفقًا} قال: عليها مرتفقون على الحميم حين يشربون، والإرتفاق هو المتكأ. اهـ.
ويُقال: بيت مُسَرْدَق. قال الشاعر: وكان أبرويز ملكُ الفرس قد قتل النعمان بن المنذر تحت أَرْجُلِ الفِيلة. والفُيول: جمع فِيل. وقيل: السُّرادق: الدِّهليز. قال الفرزدق: والسُّرادق: فارسيٌّ معرَّبٌ أصله: سرادَة، قاله الجواليقي، وقال الراغب: فارسيٌّ معرَّبٌ، وليس في كلامهم اسمٌ مفردٌ، ثالثُ حروفِه ألفٌ بعدها حرفان.قوله: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ}، أي: يَطْلُبوا العَوْنَ. والياءُ عن واوٍ، إذ الأصل: يستَغْوِثوا، فقُلبت الواو ياءً لتصريفٍ ذُكِر في الفاتحة عند قوله: {نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وهذا الكلامُ من المشاكلةِ والتجانُسِ، وإلا فأيُّ إغاثةٍ لهم في ذلك؟ أو من باب التهكُّم كقولِه: وكقولِه: وهو كثير.و{كالمُهْلِ} صفةٌ لـ: {ماء}. والمُهْلُ: دُرْدِيُّ الزيت، وقيل: ما أُذِيْب من الجواهر كالنُّحاس والرصاص. والمَهَل بفتحتين: التُّؤَدَة والوَقار. قال: {فَمَهِّلِ الكافرين} [الطارق: 17].قوله: {يَشْوِي الوجوه} يجوزُ أَنْ تكونَ الجملةُ صفةً ثانيةً، أن تكونَ حالًا مِنْ {ماء} لأنه تخصَّصَ بالوصف، ويجوز أَنْ تكونَ حالًا من الجارِّ وهو الكاف.والشَّيُّ: الإِنضاجُ بالنارِ من غيرِ مَرَقَةٍ تكون مع ذلك الشيءِ المَشْوِيَّ.قوله: {بِئْسَ الشراب} المخصوصُ محذوفٌ تقديره: هو، أي: ذلك الماءُ المستغاثُ به.قوله: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} {ساءَتْ} هنا متصرفةٌ على بابها. وفاعلُها ضميرُ النار. ومُرْتَفَقَا تمييز منقولٌ من الفاعلية، أي: ساء وقَبُحَ مُرْتَفَقُها. والمُرْتَفَقُ: المُتَّكأ. وقيل: المنزل، وقيل: هو مصدرٌ بمعنى الارتفاق، وهو من بابِ المقابلة أيضًا كقوله في وصفِ الجنة بعدُ: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 31]، وإلاَّ فأيُّ ارتفاقٍ في النار؟ قال الزمخشري: إلا أَنْ يكون من قوله: يعني من باب التهكُّم. اهـ.
|